التعليم الأخضر ودوره في تحقيق الاستدامة البيئية (ا.د احمد فليح فياض اللهيبي)

التعليم الأخضر ودوره في تحقيق الاستدامة البيئية (ا.د احمد فليح فياض اللهيبي)

 التعليم الأخضر ودوره في تحقيق الاستدامة البيئية

Green education and its role in achieving environmental sustainability.

ا.د احمد فليح فياض اللهيبي
ed.ahmed.flaih@uoanbar.edu.iq

جامعة الانبار/ كلية التربية للعلوم الإنسانية

الكلمات المفتاحية (التعليم - الأخضر- الاستدامة- البيئية - التنمية)

          نتيجة لنشاطات الإنسان وسلوكياته الخاطئة تجاه النظم البيئية فقد أضرَّ كثيرًا بعناصرها، وكان سببًا في بروز كثيرٍ من المشكلات البيئية التي ألقت بظلالها على كوكبنا الأزرق، كالتغيرات المناخية والاحتباس الحراري والتلوث البيئي بأنواعه المختلفة، وما أفرزته من مشاكل في ديمومة الموارد الطبيعية كالمياه والتربة والنبات والحيوان، التي تعد جميعها مصدرًا لغذاء الإنسان الذي يزداد عددُه بشكل متواليات هندسية مضاعفة. كل ما ورد أصبح من التحديات الكبرى التي تواجه المجتمع البشري. واستجابة لذلك ظهرت محاولاتٌ عدة للحفاظ على الموروث البيئي وتحقيق الاستدامةالبيئية من خلال اعتماد استراتيجيات معينة، وكان من بين هذه الاستراتيجيات (التعليـــــــــــــم الأخـــــــــــــــضر).

ظهر مصطلح التعليم الأخضر بشكل أوسع خلال فترة الثمانينات من القرن المنصرم واحداً من المستلزمات المهمة لتحقيق التنمية المستدامة في المجتمعات العالمية، ويهدف التعليم الأخضر إلى تعزيز الوعي البيئي والحفاظ على عناصر البيئة، من خلال سلوكيات الأفراد والاجراءات الصديقة للبيئة التي تتبعها المؤسسات بما يضمن الحفاظ على سلامة وديمومة عناصر البيئة. مستهدفا أجيال الطلبة على مختلف المستويات سواءً الابتدائي او الإعدادي أو الجامعات. أضف إلى ذلك الأنشطة والفعاليات المختلفة لتحقيق هدف الوصول الى (المجتمعات الخضراء). إذ يساعد التعليم الأخضر في المؤسسات التعليمية على تعزيز الفهم الشامل للطالب حول البيئة والتأثيرات البيئية للأنشطة البشرية، كما يشجع على تبني الاستدامة الفكرية وتنمية المهارات البيئية ويعزز الوعي في التنوع البيولوجي، والابتكار في مجال الحلول البيئية والتكنولوجيا النظيفة. كما يهدف إلى تحفيز الوعي بقضايا البيئة وتشجيع الممارسات المستدامة بين الطلاب.

       يعد اعتمادالتعليم الأخضر من أولويات تحقيق مستوى أعلى للتعليم المستدام لضمان تحقيق ما ورد في أعلاه، بينما التعليم المستدام يتعدى ذلك ليشمل كل الأبعاد الاقتصادية والاجتماعية، ويسعى إلى تحقيق التوازن بين هذه الأبعاد لتحقيق استدامة المجتمعات. للتعرف أكثر نورد أهم مزايا التعليم الأخضر:

1.              يؤكد التعليم الأخضر على تكامل الأبعاد البيئية في المناهج الدراسية، للوصول الى الفهم الشامل للتحيات البيئية وكيفية التعامل معها.

2.              يسهم التعليم الأخضر في نمو مهارات التفكير النقدي لدى الطلبة بالممارسات الخاطئة تجاه البيئة وعناصرها، ومن ثم ظهور مبادرات وأنشطة وتنظيمات تسهم في نشر الوعي البيئي والدفاع عن البيئة وعناصرها ضد الأنشطة والفعاليات الخاطئة تجاهها.

3.              يسهم التعليم الأخضر في تعزيز الوعي والحس البيئي لدى الأفراد ومن ثَمّ تأصيل سلوكيات صديقة للبيئة لدى الأفراد والمجتمعات.

4.              يسهم التعليم الأخضر من خلال التفكير النقدي والإبداعي لدى الطلبة كأفراد في المجتمع في تفعيل المسؤولية المجتمعية بالدفاع عن البيئة وتحقيق استدامتها.

5.              يحفز التعليم الأخضر الطلبة على القيام بالأنشطة والمشاركات الفاعلة في تنفيذ نشاطات التعلم البيئية النظرية والعملية والمبادرات.

6.              يؤكد التعليم الأخضر على قضية التكامل بين التكنلوجيا والابتكار في إيجاد أنظمة صديقة للبيئة، يمكن اعتمادها لدى المؤسسات والأفراد بهدف تحقيق أقصى حدٍ من الاستدامة البيئية.

7.              يعزز التعليم الأخضر دور الشراكات بين المؤسسات التعليمية والمجتمع ومنظمات المجتمع المدني في تحقيق أهداف الاستدامة البيئية، من خلال عديدٍ من الأنشطة والمبادرات والمشاريع البحثية.

8.              يستعمل التعليم الأخضر أساليب تدريس تشجع على التفاعل والتعاون، مما يعزز التعلم الشامل والمستدام.

9.              يعد التعليم الأخضر أداة فعّالة لتحقيق التعليم المستدام من خلال تضمين قضايا البيئة والاستدامة في عملية التعلم بشكل شامل ومستمر.

          في نهاية المقال يمكن القول: إن التعليم الأخضر يعد استراتيجية فاعلة في تهيئة الأجيال القادمة لفهم التحديات البيئية الكبيرة أمامهم وإمكانية اعتماد الخطط والإجراءات الكفيلة بالحفاظ على البيئة واستدامة عناصرها، ومن ثَمَّ نحقق جانبًا مهمًا من جوانب التنمية المستدامة على المستوى الاقتصادي والاجتماعي.