رياح البوارح في العراق "الاثر والتحديات"

2024-06-15

رياح البوارح في العراق "الاثر والتحديات"

للأستاذ المساعد الدكتور أحمد جسام مخلف

مركز تنمية حوض أعالي الفرات/ جامعة الانبار

يتعرض كل من العراق والكويت والسعودية الى هبوب رياح البوارح ولمدة (35-40) يوم، وموسمها نهاية الشهر الخامس الى نهاية الشهر السادس، وهي ظاهرة جوية تؤثر بشكل كبير على مناخ العراق، وهي رياح شمالية غربية جافة وساخنه ومحملة بالغبار وقد تصل سرعتها احياناً الى اكثر من 50 كم/ ساعة، مما يؤدي الى تشكل العواصف الرملية في الحالات الشديدة، وتختلف سرعة رياح البوارح تبعاً لتقارب انطقه الضغط المختلفة واختلاف الحرارة النوعية بين اليابس والماء، واوقات هبوبها في السنة متزامنة مع المنخفض الموسمي الذي يؤثر على ثلاث قارات، تنشط هذه الرياح خلال النهار وتهدأ خلال المساء، لذا سيكون الطقس بدأ من اليوم محمل بنسبة من الغبار مع شدة في سرعة الرياح متفاوتة خلال ساعات النهار، واطلق عليها البدو هذه التسمية (البوارح) لأن اسماء الرياح عند البدو مختلفة يسموها وفقاً للظروف التي تهب فيها أو نسبة إلى ما تفعله في البلاد، والبوارح كلمة عربية تعني المحو والإزالة، ذلك لأنها تعمل على ازالة ذرات التربة ضعيفة التماسك وتزيلها من اماكنها، بل وتنقلها الى اماكن اخرى، وهذه الرياح تعد احد مسببات التصحر في البلاد، وغالباً تكون رياح شديدة تؤدي لاضطراب الطقس وتسبب الاضرار في المناطق المتأثرة.

من آثار رياح البوارح:

1-  ارتفاع درجات الحرارة: اذ تسهم في نقل الهواء الجاف بعد ان سخن في المناطق الصحراوية الى المناطق الداخلية في العراق.

2-  تؤثر على الصحة البشرية: اذ يعاني الافراد لا سيما المصابين بأمراض الجهاز التنفسي والحساسية في المناطق المتأثرة بها، وتضر العيون لا سيما في المناطق الصحراوية المفتوحة. وقد تؤدي حالات الاجهاد الحراري والجفاف الى زيادة معدل الوفيات لا سيما بين كبار السن وبين العمال.

3-  تأثيرها على النباتات والمحاصيل: تؤدي الى زيادة نسبة التبخر النتح (اجهاد نباتي) فضلاً عن تكسير اغصان الاشجار في حالة شدة الرياح.

التحديات والاستراتيجيات المستدامة للتعامل مع رياح البوارح:

1-  تحديات على المباني والبنى التحتية: تؤدي رياح البوارح الى تآكل المباني وتضر بالبنى التحتية بفعل خاصية المحو والازالة لا سيما مناطق الضعف فيها.

2-  تحديات على المياه: اذ يجب تطوير استراتيجيات للتعامل مع المياه والمحافظة على الموارد المائية بما يقلل قيم التبخر منها لا سيما في وقت هبوب رياح البوارح وذلك لما تحمله معها من خاصية الحرارة العالية والجفاف.

3-  تحديات على الزراعة: استخدام تقنيات الري الحديثة، وتجنب ري المحاصيل في اوقات الظهيرة.

4-  تحديات على البيئة بما تسهم في احداث العواصف الغبارية والرملية: لذا ينصح بالتشجير وعمل احزمة خضراء كونها تعمل على شكل مصدات للرياح تسهم في خفض حدة سرعتها، كما وزيادة تماسك التربة، وبالتالي يقلل من حمل الاتربة والغبار في طبقات الجو.

هذا وان رياح البوارح تمثل تحديًا حقيقيًا للعراق، ويجب أن يتم التعامل معها بجدية من قبل الجهات المعنية. يجب تطوير استراتيجيات مستدامة حقيقية للتعامل مع هذه الظاهرة والحفاظ على البيئة والصحة العامة.


خريطة توضح كتلة الغبار بفعل هبوب رياح البوارح على العراق بتأريخ 29/5/2024

#جامعة_الأنبار

#university_of_anbar

#مركز_تنمية_حوض_اعالي_الفرات

#Upper_Euphrates_Basin_Developing_Center

تهيئة الطابعة   العودة الى صفحة تفاصيل الخبر