التغيرات المناخية وانعكاسها على النشاط الزراعي

2024-05-13

التغيرات المناخية وانعكاسها على النشاط الزراعي

المدرس المساعد بلال مؤيد عبد الرحيم

مركز تنمية حوض أعالي الفرات/ جامعة الانبار

التغيرات المناخية هي حالة تغير شاملة للعناصر المناخية وينطبق ذلك على الظواهر الجوية، لان اغلبها ناتجة من التغيرات التي تحصل في الاولى ولا يمكن تشخيص حالة التغير المناخي الا من خلال دراسة لتلك العناصر على مدى فترة زمنية طويلة لا تقل عن ثلاثون عام، بعد التطور الذي حصل في استخدام محطات الارصاد الجوية وتحليل البيانات اصبح بالإمكان نوعاً ما معرفة اتجاه سير العناصر المناخية من خلال الاعتماد على المقارنة الزمانية والمكانية باستخدام سنة الاساس والمقارنة او السلسلة المناخية.

اصبح العالم يعاني من مشكلة التغير المناخي التي اصبحت محل اهتمام الباحثين لما له من اثر على البيئة والانشطة في شتى المجالات، والناتج عن الانشطة البشرية التي ادت تولد الغازات ونتج عنها  الاحتباس الحراري، وان التغيرات تكون في معدلات درجات الحراة والامطار بشكل رئيسي، فضلاً عن الرطوبة والجفاف ومستويات المياه في البحار نتيجة اثر درجات الحرارة في التبخر وذوبان الجليد، يضاف لذلك الظواهر الجوية أهمها: العواصف الغبارية نتيجة قلة النباتات، ابرز اهم الدلالات على التغير المناخي هي الاختلاف الكبير في درجات الحرارة عما كانت عليه في السابق وموجات الحر وموجات البرد، حيث بلغت موجات الحر في الثمانينات من القرن الماضي(3-5) موجة حر في فصل الصيف بينما في هذه السنوات تتجاوز (8) موجة حر في الصيف، فضلاً عن الارتفاع الملحوظ في درجات الحرارة عن معدلاتها الطبيعية او المعتاد عليها سابقاً وينطبق ذات الشيء على موجات البرد.

المحاصيل الزراعية تتطلب مناخ مناسب لغرض انبات المحصول وفي طور النمو وحتى نضج الثمار، اذ يتطلب كل محصول قدر معين من الاشعاع الشمسي (الفعلي والنظري)، لذلك تنجح مصر في زراعة القطن، وكذلك متطلبات حرارية توصف بالمثالية للنبات والحد الادنى والاعلى الذي يتحمله النبات (المعدل العام لدرجة الحرارة، الحرارة المتجمعة، الصغرى، العظمى)، فضلاً عن كمية المياه (الامطار، مياه الانهار)، انعكس ذلك على زراعة ونمو المحاصيل وخصوصاً الحقلية وكميات الانتاج في الآونة الأخيرة، ليتعدى ذلك الى تغيير مواعيد الزراعة، حيث اخذت عناصر المناخ بالتغير التدريجي الذي يرتسم صورته نحو الارتفاع في درجات الحراة صيفاً وانها لا تنخفض بشكل كبير في فصل الشتاء الا في ايام معدودة، مما يترتب علية زيادة في كمية الحرارة المتجمعة التي ان زادت عن حدها المثالي تؤدي الى الضرر بالمحصول وايضاً كمية المياه(الامطار) التي اصبح سقوطها في غير موعدها، فضلاً عن نمط الهطول الذي ان كان وابلاً ادى الى تلف المزروعات .

تراجعت الزراعة في الكثير من البلدان، وعلى سبيل المثال في العراق انحسر النشاط الزراعي على نطاق ضيق جدا خصوصاً تلك التي تعتمد على مياه الامطار لذا لجأ المزارع الى الاعتماد على الري السيحي في الزراعة، وهذا احد اسباب تحجيم الزراعة نتيجة لزيادة التكاليف مما ينتج عنه انخفاض في الارباح التي دفعت الكثير للعزوف عن الزراعة حيث تراجعت نسبة الاراضي الزراعية الى نصف المساحة التي كانت تستغل في انتاج المحاصيل، وتراجع انتاج المحاصيل الزراعية وخصوصاً الاستراتيجية الى ثلث مجموع الانتاج الكلي، باستثناء القمح والشعير ويرجع سبب ذلك لاعتماد هذين المحصولين على الري بواسطة المرشات وانها اكثر قدرة على تحمل الظروف المناخية من المحاصيل الاخرى.

#جامعة_الأنبار

#university_of_anbar

#مركز_تنمية_حوض_اعالي_الفرات 

#Upper_Euphrates_Basin_Developing_Center

تهيئة الطابعة   العودة الى صفحة تفاصيل الخبر