" الغلول في عهد الرسول (صلى الله عليه وسلم) واثاره على الفرد والامة الاسلامية "

2022-11-15

" الغلول في عهد الرسول (صلى الله عليه وسلم) واثاره على الفرد والامة الاسلامية "

 

 

" الغلول في عهد الرسول (صلى الله عليه وسلم) واثاره على الفرد والامة الاسلامية "

الاستاذ المساعد : أحلام سلمان علي الجنابي .

       الغلول بالمعنى الخاص : هو الأخذ من الغنيمة سرا قبل قسمتها، والفعل (غل)، (يغل) يعني خان يخون في الفيء أو الغنيمة أو غيرهما ، مصدره (غلول) التي تدل على تخلل الشيء وثباته ، وفي الحديث " لا إسْلالَ ولا إغْلالَ " أي: لا خيانة ولا سرقة فقال تعالى: ? وَمَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَن يَغُلَّ?.( أل عمران :161) أي: يخون في المغنم وقال تعالى: ? يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ) (الانفال : 279).اما المعنى العام للغلول فهو مطلق الخيانة في الأموال المنقولة او غير المنقولة الخاصة والعامة وبمختلف مجالات الحياة. و هناك مصطلحات قريبة من الغلول : نعانيها اليوم وبشدة ،كالسرقة والسلب والاختلاس و الاستغلال" الاعتقالات العشوائية " و الرشوة و الربا و الغش و التطفيف في المكيال والغصب والقتل، ومن الغلول حجب الكتب عن الأخرين و عن طلبة العلم خاصة ويدخل غيرها في معناها، عن الزهري قائلا: " إياك و غلول الكتب، فقيل له وما غلول الكتب ؟ قال: حبسها عن أصحابها " وكل تلك الاساليب تعني الخيانة والظلم للعباد . لذا قال الرسول(صلى الله عليه وسلم)  : " ليَأْتِيَنَّ علَى النَّاسِ زَمانٌ، لا يُبالِي المَرْءُ بما أخَذَ المالَ، أمِنْ حَلالٍ أمْ مِن حَرامٍ " في حين قال الله عز وجل :( يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِي الْأَرْضِ حَلَالًا طَيِّبًا لا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ انَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ).(البقرة : 1689) .

         وقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يوم بدر : " يا أيُّها النَّاسُ إنَّه لا يحِلُّ لي ممَّا أفاء اللهُ عليكم قَدرَ هذه إلَّا الخُمُسُ والخُمُسُ مردودٌ عليكم فأدُّوا الخيطَ والمِخيطَ وإيَّاكم والغُلولَ فإنَّه عارٌ على أهلِه يومَ القيامةِ وعليكم بالجهادِ في سبيلِ اللهِ فإنَّه بابٌ مِن أبوابِ الجنَّةِ يُذهِبُ اللهُ به الهمَّ والغمَّ". فشرع (صلى الله عليه وسلم) بذلك لأمته آدابا يتحلون بها قبل الحرب وإثناءها وبعدها، وحذر الرسول (صلى الله عليه وسلم) في غزوة خيبر من ربا الغلول قائلا " اياكم وربا الغلول " وفي صلح الحديبة قال الرسول (صلى الله عليه وسلم):" لا إغلال ولا إسلال وبيننا وبينهم عيبة مكفوفة " أي لا سرقة ولا غدر ولا خيانة بيننا وبينهم ، ويعد الغلول من الكبائر ويعاقب الغال عليه في الدنيا والآخرة ، و عقوبة قليله كعقوبة كثيره ويعد من اسباب جلب الحروب والفتن وقطع الرزق والفقر والاخلاق الهزيلة وسفك الدماء الجارية اليوم ولا زالت جارية في بقاع الارض ، قال الرسول(صلى الله عليه وسلم): " ان لم تغل أمتي لم يقم لهم عدو أبدا ..."  فالحذر منه قولا وفعلا. لكن للأسف اليوم هناك الكثير من الرؤساء والوزراء المدراء والمسؤولين الكبار بمختلف دوائر الدولة من يستحل له ما لا يحل من المال العام كالسيارات والطائرات والبنوك والعقارات والاموال .. الخ ، فيأتي عندئذ صاحبه مجنونا يتخبط يوم القيامة، لقوله تعالى: ( الذين يأكلون الربا لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس ) (البقرة : 275).  وقال تعالى : ( مَن يَغْلُلْ يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ) .(ال عمران : 161) ويحظى الغال بصمة عار ونار في الدنيا والآخرة : لقول رسول الله (صلى الله عليه وسلم): " ولا تغلوا فإن الغلول نار و عار على أصحابه في الدنيا والآخرة ". فلابد من العودة الى القران والسنة والالتزام بتعاليم القران الكريم وسنة المصطفى (صلى الله عليه وسلم) و الحجة على العباد قامت ببيان النبي (صلى الله عليع وسلم) ونصحه وإنذاره .

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

تهيئة الطابعة   العودة الى صفحة تفاصيل الخبر