التوأمة بين علوم اللغة العربية وعلم الحاسوب في معالجة الأخطاء اللغوية الشائعة.

2022-10-09

التوأمة بين علوم اللغة العربية وعلم الحاسوب في معالجة الأخطاء اللغوية الشائعة.

التوأمة بين علوم اللغة العربية وعلم الحاسوب في معالجة الأخطاء اللغوية الشائعة.

م.م عمر عبد عيد

بسم الله الرحمن الرحيم وأفضل الصلاة وأتمُّ التسليم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أمَّا بعد:

فإنَّ الأخطاء اللغوية اليوم قد انتشرت بكثرة على جميع المستويات لاسيما عند الباحثين، فعند مراجعة الأبحاث العلمية من رسائل ماجستير وأطاريح دكتوراه بل وعلى جميع الميادين نجدها مليئة بالأخطاء اللغوية والنحوية والصرفية دون أي اهتمام من المختصين في هذا الشأن، والذي ساعد على اِنتِشار هذه الأخطاء عدة عوامل، أهمَّها يكمن في الآتي:

1-   وسائل التواصل الاجتماعي التي لعبت دوراً كبيراً في اِنتِشار هذه الأخطاء على أنَّها صحيحة لغويًا.

2-   عدم إعطاء اللغة العربية حقَّها، وكذلك انخفاض مستوى الثقافة العامة، والابتعاد عن كتب الثقافة العربية والتراث العربي؛ بسبب مشاغل الحياة؛ ممَّا تسبب في اِنتِشار هذه الأخطاء.

3-   غلبة العامية على اللغة الفصحى؛ أدَّى ذلك إلى أنَّ العديد من الكلمات العامية أصبحت هي اللهجة والمنطق الصحيح بسبب تلك الغلبة.

وغيرها العديد من الأسباب التي ساعدت على اِنتِشار الأخطاء اللغوية والنحوية والصرفية.

-         كيفية إحداث توأمة بين اللغة العربية وعلم الحاسوب؟

      مع تطوِّر التكنلوجيا الحديثة ظهرت العديد من الطرق التي تسمح بالوظائف التي يؤديها الانسان، وهو ما يعرف بـ(الذكاء الاصطناعي) الذي يتكون من عِدَّة خوارزميات تقوم بعد تدريبها بالأعمال التي يقوم بها الانسان، ومن هذا المنطلق أصبح بالإمكان تصحيح الأخطاء لغوياً ونحوياً عن طريق الآلة، وذلك من خلال تصميم برامج تقوم بذلك، وعلى الرغم من اِنتِشار المواقع والبرامج التي تساعد في معالجة الأخطاء اللغوية إلا أنَّها لم تُحِط بجوانب كثيرة من تلك الأخطاء أو ذكر البديل المناسب، وكذلك لم يُروَّج لتلك المواقع أو البرامج كي يسهل على الباحث الدخول إليها، ولكي تتمُّ التوأمة بين اللغة العربية وعلم الحاسوب في معالجة الأخطاء اللغوية ويكتب لها النجاح وبالتالي تعمُّ الفائدة للجميع يجب عمل الآتي:

1-   تطوير برامج ومواقع تعالج الأخطاء اللغوية الشائعة من قبل المختصين في علم الذكاء الاصطناعي؛ وذلك بالتعاون مع المختصين في مجال اللغة العربية.

2-   بعد الانتهاء من إصدار البرنامج أو الموقع يقوم المختصون في اللغة العربية بإدخال جميع الأخطاء اللغوية التي يقع فيها الباحثون وغير الباحثين في هذا البرنامج ومقابلتها بالألفاظ البديلة الصحيحة وضبطها بالحركات المناسبة وذلك بالرجوع إلى معاجمنا العربية الأصيلة التي اعتنت بالمفردات الفصيحة والضبط الصحيح، ويتمُّ ذلك من خلال التعاون مع المختصين في الذكاء الاصطناعي.

3-   التواصل بين المختصين في هذين المجالين بشكل دائم، فمتى ما ظهرت ألفاظًا غير صحيحة لغويًا ونحويًا وصرفيًا يتمَ معالجتها وإدخالها في هذا البرنامج مع وضع البديل الصحيح وضبطه الضبط الصحيح بالحركات.

4-   أمَّا فيما يخص المفردات والمصطلحات التي طرأت في العصر الحديث بفعل ظهور التقنيات الحديثة والتي تطلبت مسميات جديدة لم تكن مألوفة من قبل فيمكن الاعتماد في ضبط تلك المسميات والمصطلحات (الفيزيائية، الكيميائية، القانونية، الطبية، الإدارية، الحاسوبية، ...إلخ) على المعجم الوسيط، وكذلك الاعتماد على ما أقرَّه مجمع اللغة العربية في القاهرة.

ولكي نجعل تلك البرامج والمواقع ذات فائدة لجميع الباحثين وغير الباحثين يجب الترويج لها من خلال وسائل التواصل الاجتماعي والمنصات العلمية والجامعات بحيث يسهل الوصول إليها وتحميلها، وكذلك تسجيل مقاطع فيديوية تعليمية تشرح كيفية الدخول وطريقة الاستخدام، وبالتالي لا نقول حقَّقنا المطلوب بشكل كامل ولكن قد انجزنا وقطعنا شوطًا كبيرًا في معالجة تلك الأخطاء التي مع مرور الوقت سيسهل على الجميع تصحيحها.

تهيئة الطابعة   العودة الى صفحة تفاصيل الخبر