شارلوك هولمز الآلي

2021-07-06

شارلوك هولمز الآلي

م.م هديل محمد صالح

   أدى تطوير التطبيقات والخوارزميات الذكية إلى تعزيز قدرتها على التنبؤ بالجرائم قبل وقوعها ،انقلاب وشيك في سير التحقيقات الجنائية  وان الثورة القادمة في التحقيق الجنائي التي  اكد عليها علماء التكنولوجيا بأن التطوير المستمر للتطبيقات والخوارزميات الذكية يمكن أن يدفع الأمن والعدالة ومكافحة الجريمة إلى عصر غير مسبوق  عن طريق ربط عناصر الجرائم السابقة للتنبؤ بجرائم معينة قبل وقوعها. وذلك بجعل  شارلوك هولمز محققا صناعيا لكشف الجرائم  من خلال التفكير المنطقي 

   يبدو أن التطور التكنولوجي يبدأ بإدخال محققين غير مرئيين ، أكثر ذكاءً من  شارلوك هولمز ، غير قادرين على المراوغة  أثناء التحقيق ، ولن يتم تضليلهم بأي تمويه أو ابتسامة أو سلوك هروب انهم المحقيين الآليين .

وهناك إجماع على أن مهمة المحققين ليست هيّنة، فالمحققون يتعاملون مع كم هائل من المعلومات البصرية والأدلة المادية والاحتمالات والفرضيات، التي يوظفونها جميعها للوصول إلى الجناة. ومع ذلك فإن جهودهم ليست كافية في أحيان كثيرة لفك طلاسم الجرائم الغامضة، ما يؤدّي إلى إفلات المجرمين من العقاب.

ضرورة حتمية بدأت تتزايد الأدلة على أن قدرات المحقق الاصطناعي أصبحت تتفوّق في بعض الأحيان على المحققين البشر، في رصد الأدلة بدقة في ثنايا صور مسرح الجريمة.

الخوارزميات يمكنها ربط القضايا الجنائية وتنبيه الشرطة إلى أنماط الجرائم والأدلة المتشابهة وأطراف الجريمة

الضرورة الحتمية تظهر الأدلة المتزايدة بأن قدرة المحقق الأصطناعي  تكون أحيانًا أفضل من قدرة المحققين البشر على مراقبة الأدلة بدقة في  تصوير مسرح الجريمة.

وكذلك قدرة  الخوارزميات على ربط القضايا الجنائية وتنبيه الشرطة بأنماط الجريمة والأدلة المماثلة والأطراف الإجرامية

وربما تعمل أكثر من ذلك بكثير، حيث يتوقّع البعض أن تمتلك هذه العقول الآلية القدرة على التنبؤ بمعظم الجرائم قبل حدوثها، الأمر الذي يتيح لأجهزة الأمن اتخاذ التدابير اللازمة لتلافي حدوثها.

 

ويتم التنبؤ  بالجرائم باستخدام “خوارزميات التصنيف والتنبؤ” التي تستخدم في عدة مجالات منها تشخيص الأمراض والتسويق وتصنيف النصوص والتنبؤ بالكوارث الطبيعية .

وتستعين أجهزة الشرطة في العديد من الدول بخوارزميات لتحليل الصور ومقاطع الفيديو التي التقطتها كاميرات المراقبة وملفات الأدلة وسجلّات الجرائم لمواكبة الأساليب المتطوّرة التي يستخدمها المجرمون للإفلات من قبضة العدالة.

 وتم استخدام نظام ذكاء اصطناعي في بعض الدول  قادر على تحليل البيانات الخاصة بالشرطة واكتشاف متى وأين من المرجّح أن تحدث الجرائم.

وان دقة الخوارزميات في تحليل البيانات المستخدمة في التحقيق اعطت نتائج أدق وافضل  بكثير من تخمينات البشر.

وتعتمد أكثر من 200 وكالة لفرض القانون في الولايات المتحدة على خوارزميات طوّرها باحثون في جامعة جنوب كاليفورنيا من أجل البحث عن أدلة في شبكة الإنترنت قد تقود المحققين إلى ضحايا الاتجار بالبشر والاستعباد الجنسي.

ويمكن  لبرنامج المحقق ايضا تحليل الصور وأنماط التواصل ومقارنة الوجوه والبيانات من عدة أجهزة، لمساعدة ضباط الشرطة في تكوين صورة مكتملة العناصر عن طرق تواصل المشتبه بهم مع بعضهم البعض.

 وأن الخوارزميات يمكنها البحث عن روابط محتملة بين القضايا الجنائية من خلال عمليات التدقيق السريع التي تقوم بها في قواعد بيانات أجهزة الشرطة، وبإمكانها تنبيه عناصر الشرطة إلى أنماط ارتكاب الجرائم والأدلة المتشابهة أو أطراف الجريمة.

وفي مجال الطب الشرعي، قد تغيّر هذه الخوارزميات مجرى التحقيقات تماما، حيث يكون لتحليل الحمض النووي على سبيل المثال أثر كبير في مجال التحقيقات الجنائية.

ويعتمد هذا النظام على خوارزميات تمكنّت، بعد معالجة الآلاف من العيّنات التي تحتوي على بصمات وراثية، من تمييز العيّنة التي تحتوي على بصمتين وراثيتين لشخصين وبين غيرها التي تحتوي على ثلاث بصمات وراثية.

ولمواجهة التصاعد المستمرّ لحوادث إطلاق النار والجرائم المرتبطة بالأسلحة، تلجأ الآن عدّة مدن حول العالم إلى أنظمة آلية تتعقّب أصوات إطلاق النار بواسطة مجموعة من أجهزة الاستشعار للتعرّف على مصدر الطلقات النارية وتنبيه السلطات في غضون 45 ثانية من الضغط على الزناد.

 

 

 

تهيئة الطابعة   العودة الى صفحة تفاصيل الخبر