الزراعة بدون تربة وجه اخر للزراعة

2024-07-02

الزراعة بدون تربة وجه اخر للزراعة

ا.د.سيف الدين عبد الرزاق سالم

قسم مكافحة التصحر

في ضل ازمة المياه والرغبة في زيادة الرقعة الزراعية لمواجهة الزيادة السكانية المستمرة ، كذلك الرغبة في استصلاح الاراضي الصحراوية  والتوسع في زراعتها ، فانه يلزم استخدام تقنية زراعية تتلائم مع تلك الظروف يسهل تطبيقها في جميع انواع الاراضي حتى لو كانت لا تصلح للزراعة كذلك يسهل استخدامها تحت مختلف الظروف المناخية ،  لا تحتاج كميات كبيرة من مياه الري وتساعد في التوسع الرأسي وتعظيم الانتاج . وتمثل الزراعة  بدون تربة او  اللاارضية الحل الامثل لجميع ما سبق، حيث لا تدخل الأرض الزراعية كجزء من منظومة الانتاج بل تمثل فقط  دعامة  يثبت عليها  نظام الزراعة اللاارضية والتي يقصد بها على وجه التحديد الزراعة بمعزل عن الارض.

وتمثل الزراعة بدون تربة الحل الامثل للتغلب على العديد من معوقات الانتاج التي تواجه الزراعات التقليدية في التربة ، ففي حالة عدم صلاحية التربة للزراعة لما تنتابها من امراض التربة يتطلب تعقيمها او كانت موبوءة بالادغال وتحتاج الى تكاليف مادية لمكافحتها فضلا عن ارتفاع مناسيب المياه الارضية ورداءة الصرف بسبب وجود الطبقات الصماء مع ارتفاع  نسبة الملوحة . حيث يمكن تحويل جميع الاراضي السابقة الى اراضي منتجة باستخدام الاسلوب المقترح.

تتميز الزراعة اللارضية بقدرتها العالية على توفير المياه والاسمدة حيث يصل استخدام المياه الى عشر الكميات المستخدمة في الزراعات التقليدية بالتربة ، ويرجع ذلك لتقليصها لمصادر فقد المياه عن طريق التبخرمن سطح  التربة  او الرشح للطبقات السفلى من الارض وغيرها بل يقتصر الفقد في اغلب الزراعة بدون تربة على النتح من النباتات المزروعة وعلى مقدار ضئيل من التبخر من سطح بيئة النمو المعرضة لاشعة الشمس حيث يستخدم نظام مغلق في تجميع الزائد عن حاجة النبات من مياه الري ليعاد استعماله مرة اخرى في ري النباتات مما يعمل على زيادة كفاءة استعمال الماء لاقصى حدود ممكنة. ويمكن استعمال ذلك في في استصلاح الاراضي الصحراوية التي تعتبر الماء هو العنصر المحدد لزراعتها حيث يندر وجوده بها . فيمكن استخدام تقنية الزراعة بدون ىتربة في زراعة مساحات شاسعة من الاراضي بكميات محدودة من المياه مقارنة بما تحتاجه تلك الاراضي في الزراعة التقليدية. كذلك تعمل هذه الطريقة على تعظيم الانتاج من وحدة المساحة وذلك باستخدام التكيف الرأسي على زيادة عدد النباتات المزروعة في وحدة المساحة  مما يساعد في رفع الانتاج وتعظيم الفائدة ، يتوازى من  ذلك تبكير الانتاج وارتفاع جودة المنتج الزراعي الناتج مقارنة بالزراعة التقلدية في التربة.

يختلف هذا النظام من الزراعة باختلاف الوسط الذي ينو فيه الجذر ، وعلى ذلك تقسم الزراعة حسب هذا النظام الى زراعة مائية وهوائية والزراعة باستخدام الببيئات. في حالة الزراعات المائية تنمو النباتات في الماء كوسط اساسي للنمو مضافا اليه العناصر الغذائية المختلفة التي يحتاج اليها النبات . وتختلف انواع الزراعات المائية على حسب حركة الماء حول جذور النباتات، فيمكن ان تدور النبات في حركة مستمرة ويعرف ذلك بنظام الوسط المغذي أو تنمو جذور النباتات في احواض ثابتة مملوءة بالماء ويسمى ذلك بالمزارع المائية العميقة.

في حالة الزراعات الهوائية تنمو جذور النباتات معلقة في حيز مظلم تتعرض فيه لرذاذ من الماء المخلوط مع العناصر الغذائية السمادية المختلفة ويمكن ان تاخذ الزراعات الهوائية الشكل الهرمي للمساعدة على التكيف الراسي وتعظيم الانتاجية أو الشكل المسطح حتى يتلائم مع نمو النباتات الطويلة التي تحتاج الى حيز رأسي اكبرويمكن كذلك زراعة النباتات في البيئات الزراعية التي تمثل مصدر تدعيم لجذور النباتات. يوجد مدى واسع من البيئات التي يمكن استخدامها في هذا النظام ، منها البيئات العضوية مثل البتموس والياف جوز الهند و سرس الارز وقشر الفول السوداني ومثيلاته الاخرى. ومنها البيئات غير العضوية مثل الرمل والبرلايت والفرمكيولايت ، وكذلك تختلف انظمة البيئات فيما بينها على شكل حاوية الزراعة فمنه الاكياس والخنادق و والاصص والحاويات وغيرها.

يمكن زراعة جميع النباتات باستخدام هذه التقنية مثل نباتات الخضروايضا انتاج شتلات الفاكهة المختلفة واتاج زهو القطف بالاضافة الى النباتات الطبية والعطرية.

وبناء على ما تقدم يعد هذا النظام نظام زراعي متكامل يمكن التحكم في مدخلاته يساعد في تقليل الضرر والفقد من الانتاج وتعظيم العائد.

يسعى مركز داسات الصحراء بمديره وكادره العلمي المتقدم الى تطبيق هذه التقنية في حالة توفر جهة داعمة او اسناد مباشر من المسؤولين من اصحاب القرار في المحافظة.

شكل 1. الزراعة المعلقة بنظام الزراعة بدون تربة