التنمية المستدامة ودورها في حل مشكلات البيئة

التنمية المستدامة ودورها في حل مشكلات البيئة
Share |
2024-06-18
التنمية المستدامة ودورها في حل مشكلات البيئة

ان ما ظهر من مشكلات بيئية خطيرة خلال عصرنا الحالي لم يكن الا نتاج لممارسات الانسان الخاطئة في العقود السابقة لا سيما بعد الثورة الصناعية في النصف الثاني من القرن الثامن عشر، حيث كان لاكتشاف الالة البخارية الأثر الكبير في تفجير الثورة الصناعية مما أسهمت في زيادة الإنتاج، ليقابلها زيادة في الطلب على المواد الأولية للصناعة، ومن ثم طرح كميات كبيرة من الملوثات خلال عملية التصنيع، اذ لم تراعى الظروف البيئية حينها، فقد كانت العوامل الاقتصادية الربحية هي السائدة ابان تلك الفترة، الى ان بدأ العالم يلاحظ التغيرات البيئية العالمية فعقدت الأمم المتحدة عام (1972م) مؤتمرها الخاص المعني بالبيئة البشرية في مدينة ستوكهولم ليتم الإعلان عن خطة عمل ستوكهولم الذي حدد مبادئ حماية البيئة البشرية، فضلا عن الإعلان برنامج الأمم المتحدة للبيئة (UNEP) والذي يعد اول برنامج مهتم بالقضايا البيئية فقط، وفي العام (2015م) عقدت الأمم المتحدة قمة رفيعة المستوى لاعتماد مجموعة جديدة من الأهداف التي من شأنها تبني الأسس التي حددتها الأهداف الإنمائية للألفية الثالثة (القرن الواحد والعشرون)، وأصدرت قمة الأمم المتحدة للتنمية المستدامة جدول أعمال (2030م) وأهداف التنمية المستدامة السبعة عشر، شكل (1)، فضلا عن (169) غاية مقترحة في خطة العام (2030م) والتي تهدف جميعها الى حماية البيئة وتوفير حياة أفضل للإنسان.

ولكن لا بد من الإشارة ان تاريخ الاستدامة ابعد من ذلك بكثير فقد اشارت الشريعة الإسلامية الى ضرورة الحفاظ على البيئة وعدم تلويثها واعمار الأرض واستخدامها، اذ هناك قاعدة فقهية تستند الى حديث الرسول محمد ? (لا ضرر ولا ضرار) تعني هذه القاعدة ان لكل فرد الحق في التصرف فيما يملك إذا انعدم الضرر او الحاق الأذى بغيره، ومن هذا المنطلق فأن اغلب اهداف التنمية المستدامة السبعة عشر جاءت متوافقة مع تعاليم الشريعة الإسلامية.

مفهوم التنمية المستدامة: تعني تلبية احتياجات الجيل الحالي من دون الاضرار باحتياجات الجيل المستقبلي مع الحفاظ على البيئة.

ابعاد التنمية المستدامة:

جاءت التنمية المستدامة لتحل المشاكل التي نتجت عن التنمية التقليدية، بإضافتها البعد البيئي الى جنب الابعاد (الاجتماعية والاقتصادية)، وكما يلي:

 

شكل (1)

اهداف التنمية المستدامة

1-  ابعاد اقتصادية: يؤكد هذا البعد على ان البيئة هي كيان اقتصادي متكامل وان أي استنزاف لمواردها ينعكس عليها سلبا ولا يحقق تنميتها مستقبلا، بل الواجب العمل على المنظور بعيد المدى.

2-  ابعاد اجتماعية: السعي لتطوير مستوى الخدمات الصحية والتعليمية والمجتمعية وتفعيل حقيقي للمشاركة الشعبية في التخطيط والتنمية.

3-  ابعاد بيئية: يتمحور حول استمرار عجلة التنمية وحماية البيئة ومواردها والعمل على تنظيمها وتنميتها بما يسهم في زيادة المساحات الخضراء وإيجاد بيئة صحية نظيفة.

 

 

 
عدد المشاهدات : 197