مقالة علمية

مقالة علمية

 

التوازن بين القبلية والمهنية – انتخابات مجلس محافظة الانبار نموذجا

المدرس المساعد : زيد خالد صالح  

بعد عام 2003 والتغير الى النظام الديمقراطي صاحب هذ التغير  تعدد وتنوع في وظائف الدولة العراقية الحديثة ، الأمر الذي حتم توزيع المهام مركزياً ومحلياً ، فالنظام الاتحادي يقوم على أساس تقاسم السلطة بين الحكومة الاتحادية وبين الأقاليم أو المحافظات ، أذ يكون لكل منهم سلطات تشريعية و تنفيذية وقضائية ، ومن هنا شرع الدستور العراقي ، بأجراء انتخابات محلية في عموم العراق .

وتعرف السياسية المحلية بأنها مجموعة الإجراءات التي تقوم بها السلطة المحلية ( مجلس المحافظة ) لمعالجة قضية او مشكلة قائمة بشرط ان لا تتعارض مع السياسة العامة للدولة  .وبعد انتخابه يؤدي عضو مجلس المحافظة المنتخب واجبات وتشريعية رقابية فضلا عن واجابات مالية والادارية، ويمنح عضو مجلس المحافظة حصانات تهدف الى ضمان استقلاله وتمكينه من اداء واجباته ، من خلال التعبير بحرية عن أراءه   داخل مجلس المحافظة دون مسائلة ، او من خلال عدم اتخاذ بعض الإجراءات الجزائية إزائه الا بعد حصول موافقة مجلس المحافظة بالإضافة الى الامتيازات المادية والمعنوية الاخرى التي تمنح له.

وكقاعدة عامة يعد الانتخاب من أبرز الوسائل الديمقراطية لتداول السلطة على اختلاف الأنظمة السياسية المعاصرة، ولكن في العراق وبسبب تضارب المصالح السياسية  نجد ان الانتخابات قد اصبحت مجال للصراعات السياسية الكتل والاحزاب التي  ترغب في الحصول على السلطة  والاستحواذ على الاصوات بكل الطرق الممكنة التي قد تكون مشروعة أو غير مشروعة ، ومن هذا المنطلق علينا كناخبين لدينا روح الانتماء لعراقنا الحبيب ولمحافظتنا محافظة الانبار ، أن نعي ونعرف كيفية اختيار المرشح الأفضل دون النظر الى صلة القرابة وما يعرف بالقبلية وعدم الانجراف الى ما يعرف في علم النفس (الاطمئنان الاختيار المجموع) لمجرد أقناع النفس، ولابد من البحث عن الاسباب الحقيقة التي تدفعنا الى اختيار المرشح الامثل والاسباب التي تجعله قد يمثلني ويستحق صوتي الانتخابي ، فالناخب اليوم هو المحرك الأساس في العملية السياسية وإن النشاط الانتخابي هو الأساس الى التغيير الايجابي ، ونحن اليوم في محافظة الانبار نمتلك  حرية كبيرة في الاختيار الديمقراطي بعد الحرمان من الحرية لظروف عدم الاستقرار السياسي والأمني نتيجة  سيطرة التنظيمات الارهابية وتدمير البنى التحتية للمحافظة .

 وفي رأي الكاتب هنالك عدة شروط لابد من توافرها  في المرشح ليستحق ان يكون عضو مجلس محافظة فاعل في مقدمتها الصدق والامانة والتزام الديني والوظيفي، كما يجب اختيار الشخص الذي لدية مكانة اجتماعية واسعة الى جانب الثقة بالنفس وعدم الانفعال وتحلية بالتواضع وتقبل النقد والمعرفة بمواد الدستور وعلى اطلاع تام بما يجري في المحافظة والبلد بشكل عام ، وعدم النظر الى سقف الوعود والشعارات المنظورة التي يقولها ولا يمكن تحقيقها ، بالإضافة الى أن نعي ونتعرف على برنامجه الانتخابي وما يمكن ان يقدمه بما يخدم سكان محافظتنا من  تطوير الزراعة والصناعة ودعم المشاريع الصغيرة ، وتقديم كل ما يمكن لتطوير البنى التحتية من مستشفيات  ومدارس حديثة وغيرها بإمكانات عالمية متطورة .

وختاما لابد لنا اليوم من ان نرى سيرة المرشح وعملة السابق لا ما يقال عنة فصوتك الانتخابي اداة للتغير نحو الافضل فلا تجامل في صوتك، وأعطي صوتك الى الأفعال وابتعد عن الاقوال .